2025-12-18 20:09PM UTC
يبدو أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قبل أكثر من أسبوع بقليل قد مرت دون أن تحظى باهتمام يُذكر من قِبل العديد من المراقبين الجيوسياسيين. وهذا أمرٌ لافتٌ للنظر، لأن الزيارة تُمثل إحدى أهم عمليات إعادة تقييم العلاقات الهندية الروسية منذ سنوات، إذ تجمع بين توسيع التعاون الدفاعي، وتقديم ضمانات في مجال الطاقة، ورمزية دبلوماسية قوية، في وقتٍ تشهد فيه التحالفات العالمية تحولاتٍ بوتيرةٍ غير مسبوقة.
كان جوهر الزيارة هو التصديق على اتفاقية التبادل المتبادل للدعم اللوجستي (RELOS)، وهي اتفاقية توسع التعاون العسكري بين الهند وروسيا بهدوء ليشمل الموانئ القطبية الروسية وطريق بحر الشمال (NSR).
تضم شبه جزيرة كولا في هذه المنطقة النائية ما يقارب نصف أسطول الغواصات الروسية الحاملة للصواريخ الباليستية النووية، بما في ذلك 12 غواصة استراتيجية تحمل ما يصل إلى 192 صاروخًا باليستيًا قادرًا على حمل رؤوس نووية، بالإضافة إلى عشرات الغواصات الأخرى التي تعمل بالطاقة النووية والمجهزة بصواريخ كروز وقدرات خاصة. وبذلك، يمثل القطب الشمالي فعليًا قدرة روسيا النووية الثانية في حال تدمير قواتها النووية الرئيسية داخل أراضيها.
تُعدّ المنطقة أيضاً ميداناً رئيسياً لاختبار أنظمة الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الصواريخ فرط الصوتية، والطوربيدات النووية، وصواريخ كروز. كما تُشغّل شركة روساتوم النووية الحكومية الروسية محطات طاقة نووية في القطب الشمالي، مما يُعمّق الوجود النووي الروسي في المنطقة.
إلى جانب الأصول النووية، يضم القطب الشمالي الروسي بعضًا من أكبر احتياطيات النفط والغاز والمعادن الحيوية غير المستغلة في العالم. وتشير التقديرات إلى أن المنطقة تحتوي على أكثر من 35.7 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي وأكثر من 2.3 مليار طن متري من النفط والمكثفات، تتركز معظمها في شبه جزيرة يامال وجيدان جنوب بحر كارا. كما تحتوي المنطقة على رواسب هائلة من النيكل والكوبالت وعناصر الأرض النادرة الضرورية للصناعة الحديثة.
بالنسبة للكرملين، فإن استغلال هذه الموارد ليس مجرد ضرورة اقتصادية فحسب، بل هو أولوية استراتيجية، حيث أن عائدات مشاريع الطاقة في القطب الشمالي تدعم تمويل التحديث العسكري الروسي وقدرته على الصمود أمام العقوبات الغربية.
بموجب إطار اتفاقية التعاون الإقليمي في مجال الأمن البحري (RELOS)، يُسمح للقوات المسلحة في كلا البلدين باستخدام قواعد وموانئ ومطارات كل منهما للتزود بالوقود والإصلاحات والإمدادات والصيانة. كما تشمل الاتفاقية التدريبات المشتركة، والمهام التدريبية، والمساعدات الإنسانية، والإغاثة في حالات الكوارث. إلا أن آثارها الاستراتيجية تتجاوز هذه الأحكام الرسمية بكثير.
بالنسبة للهند، تسمح هذه الاتفاقية لسفنها الحربية بالتزود بالوقود والمؤن في موانئ روسية مثل مورمانسك وفلاديفوستوك، مما يمنح نيودلهي فعلياً موطئ قدم على طول طريق بحر الشمال. ويمكن لهذا الممر أن يقلل مسافات الشحن بين أوروبا وآسيا بنحو 40%، مما يعزز كفاءة التجارة والمدى البحري.
عملياً، يُمكّن الوصول إلى المنشآت الروسية القوات الهندية من الحفاظ على انتشارها الأمامي دون الاعتماد حصراً على الشركاء الغربيين. وحتى قبل هذا الاتفاق، شاركت القوات الهندية، إلى جانب بيلاروسيا، في مناورات "زاباد" العسكرية التي تقودها روسيا في الفترة من 12 إلى 16 سبتمبر، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس". وتشير التقارير إلى أن تلك التدريبات تضمنت محاكاة استخدام أسلحة نووية تكتيكية للمرة الأولى.
من الناحية الرمزية، يدمج اتفاق ريلوس الهند في مشروع روسيا في القطب الشمالي، مما يشير إلى دخول نيودلهي كلاعب في الجغرافيا السياسية للقطب الشمالي وتوسيع نفوذها في منطقة لطالما كانت محورية لطموحات موسكو الاستراتيجية.
من جهة أخرى، يمنح الوصول المتبادل إلى القواعد والمنشآت الهندية روسيا وجوداً موثوقاً في المحيط الهندي، وهي منطقة سعت موسكو منذ زمن طويل إلى توسيع نفوذها البحري فيها، لكنها افتقرت إلى شركاء موثوقين. كما أن القدرة على التزود بالوقود وإجراء الإصلاحات في الموانئ الهندية تعزز قدرة روسيا على بسط نفوذها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والمشاركة بفعالية أكبر في المناورات العسكرية المشتركة.
سياسياً، يُضفي انخراط الهند مع روسيا في القطب الشمالي شرعيةً على طموحات موسكو الإقليمية، ويرسل رسالةً أوسع مفادها أن الكرملين ليس معزولاً رغم تصاعد العقوبات الغربية. كما يُتيح التعاون الوثيق مع الهند قنواتٍ لتسويق موارد القطب الشمالي من الهيدروكربونات والمعادن للمشترين الآسيويين، ويعزز في الوقت نفسه مكانة طريق بحر الشمال كشريان تجاري مستقبلي لروسيا.
من الناحية العسكرية، يعزز الاتفاق التوافق العملياتي الهجومي والدفاعي بين القوتين، ويدمج روسيا في شبكة الدعم اللوجستي الهندية الأوسع، مما يضمن مرونة عملياتية أكبر للأصول البحرية الروسية. أما من الناحية الاستراتيجية، فإن ترسيخ العلاقات مع الهند يساعد موسكو على مواجهة الجهود الغربية لاحتواء نفوذها، ويضمن لها شريكاً آسيوياً رئيسياً مستعداً لإضفاء الطابع المؤسسي على التعاون الدفاعي في وقت تتضاءل فيه خيارات روسيا في أماكن أخرى.
على المدى القريب، قد تكون إحدى الفوائد المباشرة لبوتين هي التطمين الضمني من مودي بأن علاقة الطاقة الأساسية بين البلدين لا تزال سليمة على الرغم من الضغوط الغربية المتزايدة.
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، برزت الهند كإحدى أكبر مستوردي النفط الروسي، بعد الصين مباشرةً. في عام 2024، زودت روسيا الهند بنحو 36% من إجمالي وارداتها من النفط الخام، أي ما يعادل 1.8 مليون برميل يومياً، بأسعار أقل بكثير من الأسعار العالمية.
على الرغم من فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية تصل إلى 50% على البضائع الهندية للضغط على نيودلهي لخفض مشترياتها، إلا أن الهند حافظت على اعتمادها على الطاقة الروسية، بحجة أن الإمدادات منخفضة التكلفة ضرورية لاقتصادها سريع النمو. وخلال زيارته في ديسمبر، تعهد بوتين بإمدادات وقود متواصلة، ووصف روسيا بأنها مورد موثوق للنفط والغاز والفحم.
رداً على ذلك، وبعد تشديد العقوبات لثني الهند عن استخدام النفط والغاز الروسيين، كثّفت واشنطن مؤخراً عروضها لتزويد الهند بالطاقة. وتأتي هذه الخطوات في إطار مسعى أوسع لتعزيز العناصر الأساسية لـ"الشراكة الاستراتيجية العالمية الشاملة بين الولايات المتحدة والهند" التي تمّ تحديدها خلال اجتماعات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في فبراير/شباط الماضي.
تتضمن هذه الخطط، التي تعكس جوانب من نهج روسيا تجاه الهند، مكونات عسكرية تمّ إضفاء الطابع الرسمي عليها من خلال مبادرة أمريكية هندية جديدة تُعرف باسم "كومباكت" (COMPACT)، وهي اختصار لعبارة "تحفيز فرص الشراكة العسكرية، وتسريع التجارة، والتكنولوجيا للقرن الحادي والعشرين". وتهدف المبادرة إلى توسيع نطاق مبيعات الدفاع والإنتاج المشترك لتعزيز قابلية التشغيل البيني والتعاون الصناعي الدفاعي.
على صعيد التجارة الأوسع، حدد الجانبان هدفاً جديداً يتمثل في مضاعفة حجم التجارة الثنائية إلى أكثر من 500 مليار دولار بحلول عام 2030. ومع ذلك، يُمثل تنفيذ هذه الاتفاقيات واسعة النطاق والمترابطة التحدي الأكبر التالي الذي يواجه واشنطن في مساعيها للحفاظ على تحالف الهند مع الولايات المتحدة. وقد يكون من الصعب للغاية فكّ الروابط العسكرية والسياسية والاقتصادية والطاقية العميقة التي تربط الهند بروسيا.
2025-12-18 15:29PM UTC
بحسب تقارير بلومبرج، تداولت أسعار النحاس العالمية قرب مستويات مرتفعة، وسط مخاوف مستمرة بشأن محدودية العرض وارتفاع الطلب من القطاعات الصناعية والطاقة.
في أحدث البيانات، أظهرت أسعار النحاس في بورصة لندن للمعادن تغيراً طفيفاً، حيث استقر المعدن الأحمر بالقرب من 11727.50 دولارًا للطن المتري في تداولات الصباح، حيث استقرت الأسعار مقارنة بالجلسات السابقة على الرغم من تقلبات السوق الأوسع.
أظهرت بيانات العقود الآجلة في بورصة كومكس انخفاضًا في أحجام التداول وانخفاضًا طفيفًا في المراكز المفتوحة، مما يعكس انخفاض نشاط السوق مقارنة بالجلسات الأخيرة، في حين يواصل المستثمرون مراقبة ديناميكيات العرض والطلب العالمية.
لا تزال الأسعار قريبة من أعلى مستوياتها التاريخية، حيث اقتربت من عتبة 12000 دولار للطن في الجلسات الأخيرة، مدفوعة بالطلب العالمي القوي - لا سيما من قطاعات التحول الرقمي والطاقة المتجددة - إلى جانب مخاوف المستثمرين بشأن تراكم المخزون وتضييق العرض.
أفادت بلومبيرغ أيضاً بأن ارتفاع أسعار النحاس يعزز أداء أسهم شركات التعدين الأوروبية، التي تتجه نحو تحقيق أحد أقوى أعوامها منذ عام 2016، مدعومةً بارتفاع أسعار هذا المعدن الأساسي. ولا يزال النحاس يحظى باهتمام الأسواق العالمية كمؤشر رئيسي على صحة الاقتصاد والطلب الصناعي، نظراً لاستخدامه الواسع في الكهرباء والبنية التحتية والمركبات الكهربائية ومراكز البيانات، مما يجعل تحركات أسعاره مؤثرة في أسواق السلع والمعادن بشكل عام.
2025-12-18 14:45PM UTC
شهدت عملة البيتكوين تداولاً هادئاً نسبياً يوم الخميس، مما عزز أداءها الحذر وسط استمرار التدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)، إلى جانب الحذر العام في السوق قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية التي قد تؤثر على توقعات أسعار الفائدة للاحتياطي الفيدرالي.
انخفض سعر أكبر عملة مشفرة في العالم بنسبة 0.3% ليصل إلى 86,554.6 دولارًا اعتبارًا من الساعة 01:55 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (06:55 بتوقيت غرينتش).
فشلت عملة البيتكوين في تحقيق انتعاش قوي ومستدام فوق مستوى 90 ألف دولار بعد المكاسب الحادة التي سجلت في وقت سابق من هذا العام، مما يعكس دخول السوق في مرحلة توطيد واستقرار بدلاً من التوسع المتجدد.
تدفقات الأموال الخارجة من صناديق المؤشرات المتداولة وحذر الاحتياطي الفيدرالي يؤثران على الأسعار
استمر المستثمرون في سحب رؤوس أموالهم من صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين الفورية المدرجة في الولايات المتحدة، مما أدى إلى استمرار نمط عمليات الاسترداد الصافية التي أضعفت أحد أهم مصادر الطلب المؤسسي.
تُظهر بيانات الجلسة الأخيرة تدفقات خارجة مستمرة لصناديق الاستثمار المتداولة، والتي يقول المشاركون في السوق إنها أزالت دعامة أساسية للدعم كانت قد غذت الارتفاع السابق للبيتكوين هذا العام، مما أضاف مزيدًا من الضغط على الأسعار.
ينصب تركيز السوق يوم الخميس على بيانات أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر نوفمبر، مع إصدار مؤشر أسعار المستهلك (CPI).
يتوقع الاقتصاديون أن تُظهر بيانات التضخم ارتفاعاً ملحوظاً في معدل التضخم السنوي الرئيسي، وهو تطور قد يعقد مداولات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن تحركات أسعار الفائدة المستقبلية.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، رسمت بيانات الوظائف والتوظيف الأمريكية المتأخرة صورة مختلطة لسوق العمل، حيث ارتفعت رواتب القطاعات غير الزراعية بشكل طفيف في نوفمبر بعد انخفاض حاد في أكتوبر، بينما ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ سنوات.
أدت هذه الإشارات المتضاربة إلى تشويش توقعات السوق بشأن الخطوات السياسية التالية للاحتياطي الفيدرالي، وقللت من الثقة في استمرار التيسير النقدي.
أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقاً إلى أن مرشحه المفضل لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم سيكون شخصاً يؤمن بشدة بخفض أسعار الفائدة، وهي تعليقات أثارت جدلاً واسعاً حول التوجه المستقبلي لسياسة البنك المركزي.
أسعار العملات الرقمية اليوم: انخفاض العملات البديلة، وتراجع كاردانو بنسبة 5%
انخفضت أسعار معظم العملات البديلة الرئيسية يوم الخميس وسط حالة من الحذر في السوق، على الرغم من الاستقرار النسبي لعملة البيتكوين.
انخفضت قيمة الإيثيريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم، بنسبة 3.7% لتصل إلى 2828.92 دولارًا.
في غضون ذلك، انخفض سعر عملة XRP، ثالث أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، بنسبة 4.7% إلى 1.83 دولار.
2025-12-18 13:44PM UTC
صدر قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة يوم الخميس في ختام اجتماع 17-18 ديسمبر، حيث أبقى البنك أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى 2.15%، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2022، بما يتماشى مع معظم التوقعات في الأسواق العالمية، مسجلاً بذلك الاجتماع الرابع على التوالي الذي يتم فيه الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.